باركنا فيها وهي قرى الشام وقد سبق بيان معنى البركة فيها الانبياء هذا قول الجمهور وحكى ابن السائب ان الله تعالى لما أهلك جنتيهم قالوا للرسل قد عرفنا نعمة الله علينا فلئن رد إلينا ما كنا عليه لنعبدنه عبادة شديدة فرد عليهم النعمة وجعل لهم قرى ظاهرة فعادوا إلى الفساد وقالوا باعد بين أسفارنا فمزقوا .
قوله تعالى قرى ظاهرة أي متواصلة ينظر بعضها إلى بعض وقدرنا فيها السير فيه قولان .
أحدهما أنهم كانوا يغدون فيقيلون في قرية ويروحون فيبيتون في قرية قاله الحسن وقتادة .
والثاني أنه جعل ما بين القرية والقرية مقدارا واحدا قاله ابن قتيبة .
قوله تعالى سيروا فيها والمعنى وقلنا لهم سيروا فيها ليالي وأياما أي ليلا ونهارا آمنين من مخاوف السفر من جوع أو عطش أو سبع أو تعب وكانوا يسيرون أربعة أشهر في أمان فبطروا النعمة وملوها كما مل بنو إسرائيل المن والسلوى فقالوا ربنا بعد بين أسفارنا قرأ ابن كثير وأبو عمرو بعد بتشديد العين وكسرها وقرأ نافع وعاصم وحمزة باعد بألف وكسر العين وعن ابن عباس كالقراءتين قال ابن عباس إنهم قالوا لو كانت جناتنا أبعد مما هي كان أجدر أن يشتهى جناها قال أبو سليمان الدمشقي لما ذكرتهم الرسل نعم الله أنكروا أن يكون ماهم فيه نعمة