إذا مطروا أتاه السيل من مسيرة أيام فأمرت به فسد ما بين الجبلين بمسناة وحبست الماء من وراء السد وجعلت له أبوابا بعضها فوق بعض وبنت من دونه بركة وجعلت فيها اثني عشر مخرجا على عدة أنهارهم فكان الماء يخرج بينهم بالسوية إلى أن كان من شأنها مع سليمان ما سبق ذكره النمل وبقوا بعدها على حالهم وقيل إنما بنوا ذلك البنيان لئلا يغشى السيل أموالهم فيهلكها فكانوا يفتحون من ابواب السد ما يريدون فيأخذون من الماء ما يحتاجون إليه وكانت لهم جنتان عن يمين واديهم وعن شماله فأخصبت أرضهم وكثرت فواكههم وإن كانت المرأة لتمر بين الجنتين والمكتل على رأسها فترجع وقد امتلأ من الثمر ولا تمس بيدها شيئا منه ولم يكن يرى في بلدهم حية ولا عقرب ولا بعوضة ولا ذباب ولا برغوث ويمر الغريب ببلدتهم وفي ثيابه القمل فيموت القمل لطيب هوائها وقيل لهم كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة أي هذه بلدة طيبة أو بلدتكم بلدة طيبة ولم تكن سبخة ولا فيها ما يؤذي ورب غفور أي والله رب غفور وكانت ثلاث عشرة قرية فبعث الله إليهم ثلاثة عشر نبيا فكذبوا الرسل ولم يقروا بنعم الله فذلك قوله فأعرضوا أي عن الحق وكذبوا أنبياءهم فأرسلنا عليهم سيل العرم وفيه أربعة أقوال