طالوت أعلم بني إسرائيل بالحرب وكان يفوق الناس بمنكبيه وعنقه ورأسه وهل كانت هذه الزيادة قبل الملك أم أحدثت له بعد الملك فيه قولان أحدهما قبل الملك قاله وهب والسدي والثاني بعد الملك قاله ابن زيد والمراد بتعظيم الجسم فضل القوة إذ العادة أن من كان أعظم جسما كان أكثر قوة والواسع الغني .
وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى و آل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين .
قوله تعالى وقال لهم نبيهم إن أية ملكه الآية العلامة فمعناه علامة تمليك الله إياه أن يأتيكم التابوت وهذا من مجاز الكلام لأن التابوت يؤتى به ولا يأتي ومثله فاذا عزم الأمر و إنما جاز مثل هذا لزوال اللبس فيه كما بينا في قوله تعالى فما ربحت تجارتهم البقرة 16 وروي عن ابن مسعود و ابن عباس انهم قالوا لنبيهم إن كنت صادقا فأتنا بآية تدل على أنه ملك فقال لهم ذلك وقال وهب خيرهم أي آية يريدون فقالوا أن يرد علينا التابوت قال ابن عباس كان التابوت من عود الشمشار عليه صفائح الذهب وكان يكون مع الأنبياء إذا حضروا قتالا قدموه بين أيديهم يستنصرون به وفيه السكينة وقال وهب بن منبه كان نحوا من ثلاث أذرع في ذراعين قال مقاتل فلما تفرقت بنو إسرائيل وعصوا الأنبياء سلط الله عليهم عدوهم فغلبوهم عليه وفي السكينة سبعة أقوال أحدها أنها ريح هفافة لها وجه كوجه الإنسان رواه أبو الأحوص عن علي Bه والثاني أنها دابة بمقدار الهر لها عينان لها شعاع وكانوا إذا التقى الجمعان أخرجت يدها ونظرت إليهم فيهزم الجيش من الرعب رواه الضحاك عن ابن عباس وقال مجاهد السكينة لها رأس كرأس الهرة وجناحان والثالث أنها طست من ذهب من الجنة تغسل فيه قلوب الأنبياء رواه أبو مالك عن