حرما ونجعله مكانا لهم ومعنى آمنا ذو أمن يأمن فيه الناس وذلك أن العرب كان يغير بعضها على بعض وأهل مكة آمنون في الحرم من القتل والسبي والغارة أي فكيف يخافون إذا أسلموا وهم في حرم آمن يجبي قرأ نافع تجبي بالتاء أي تجمع إليه وتحمل من كل النواحي الثمرات رزقا من لدنا أي من عندنا ولكن أكثرهم يعني أهل مكة لا يعلمون أن الله هو الذي فعل بهم ذلك فيشكرونه ومعنى الآية إذا كنتم آمنين في حرمي تأكلون رزقي وتعبدون غيري فكيف تخافون إذا عبدتموني وآمنتم بي ثم خوفهم عذاب الأمم الخالية فقال وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها قال الزجاج معيشتها منصوبة باسقاط في والمعنى بطرت في معيشتها والبطر الطغيان في النعمة قال عطاء عاشوا في البطر فأكلوا رزق الله وعبدوا الأصنام .
قوله تعالى فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا قال ابن عباس لم يسكنها إلا المسافرون ومار الطريق يوما أو ساعة والمعنى لم تسكن من بعدهم إلا سكونا قليلا وكنا نحن الوارثين أي لم يخلفهم أحد بعد هلاكهم في منازلهم فبقيت خرابا غير مسكونة .
وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون وما أوتيتم من شئ فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين .
وما كان ربك مهلك القرى يعني القرى الكافر أهلها حتى يبعث