أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون .
قوله تعالى أفتوني في أمري أي بينوا لي ما أفعل وأشيروا علي قال الفراء جعلت المشورة فتيا وذلك جائز لسعة اللغة .
قوله تعالى ما كنت قاطعة أمرا أي فاعلته حتى تشهدون أي تحضرون والمعنى إلا بحضوركم ومشورتكم .
قالوا نحن أولوا قوة فيه قولان .
أحدهما أنهم أرادوا القوة في الأبدان والثاني كثرة العدد والبأس والشجاعة في الحرب .
وفيما أرادوا بذلك القول قولان أحدهما تفويض الأمر إلى رأيها والثاني تعريض منهم بالقتال إن أمرتهم .
ثم قالوا والأمر إليك أي في القتال وتركه قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية قال الزجاج المعنى إذا دخلوها عنوة عن قتال وغلبة .
قوله تعالى أفسدوها أي خربوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة أي أهانوا أشرافها ليستقيم لهم الأمر ومعنى الكلام أنها حذرتهم مسير سليمان إليهم ودخوله بلادها .
قوله تعالى وكذلك يفعلون فيه قولان .
أحدهما أنه من تصديق الله تعالى لقولها قاله الزجاج .
والثاني من تمام كلامها والمعنى وكذلك يفعل سليمان وأصحابه إذا دخلوا بلادنا حكاه الماوردي