قوله تعالى وقرونا المعنى وأهلكنا قرونا بين ذلك كثيرا أي بين عاد وأصحاب الرس وقد سبق بيان القرن الانعام وفي هذه القصص تهديد لقريش .
قوله تعالى وكلا ضربنا له الأمثال أي أعذرنا إليه بالموعظة وإقامة الحجة وكلا تبرنا قال الزجاج التتبير والتدمير وكل شئ كسرته وفتته فقد تبرته وكسارته التبر ومن هذا قيل لمكسور الزجاج التبر وكذلك تبر الذهب ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم اضل سبيلا .
قوله تعالى ولقد أتوا يعني كفار مكة على القرية التي أمطرت مطر السوء يعني قرية قوم لوط التي رميت بالحجارة افلم يكونوا يرونها في أسفارهم فيعتبروا ثم أخبر بالذي جرأهم على التكذيب فقال بل كانوا لا يرجون نشورا أي لا يخافون بعثا هذا قول المفسرين وقال الزجاج الذي عليه اهل اللغة أن الرجاء ليس بمعنى الخوف وإنما المعنى بل كانوا لا يرجون ثواب عمل الخير فركبوا المعاصي