والثاني هجروا فيه أي جعلوه كالهذيان ومنه يقال فلان يهجر في منامه أي يهذي قاله ابن قتيبة وقال الزجاج الهجر ما لا ينتفع به من القول قال المفسرون فعزاه الله D فقال وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا أي كما جعلنا لك أعداء من مشركي قومك جعلنا لكل نبي عدوا من كفار قومه والمعنى لا يكبرن هذا عليك فلك بالأنبياء أسوة وكفى بربك هاديا ونصيرا يمنعك من عدوك قال الزجاج والباء في قوله بربك زائدة فالمعنى كفى ربك هاديا ونصيرا .
وقال الذين كفروا لو لا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا .
قوله تعالى لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة أي كما أنزلت التوراة والإنجيل والزبور فقال الله D كذلك أي أنزلناه كذلك متفرقا لأن معنى ما قالوا لم نزل عليه متفرقا فقيل إنما أنزلناه كذلك لنثبت به فؤادك أي لنقوي به قلبك فتزداد بصيرة وذلك أنه كان يأتيه الوحي في كل أمر وحادثة فكان أقوى لقلبه وأنور لبصيرته وأبعد لاستيحاشه ورتلناه ترتيلا أي أنزلناه على الترتيل وهو التمكث الذي يضاد العجلة .
قوله تعالى ولا يأتونك يعني المشركين بمثل يضربونه لك في مخاصمتك وإبطال أمرك إلا جئناك بالحق أي بالذي هو الحق لترد به كيدهم وأحسن تفسيرا من مثلهم والتفسير البيان والكشف .
قال مقاتل ثم أخبر بمستقرهم في الآخرة فقال الذين يحشرون على