فان قيل لم اقتصر على ذكر المحصنات دون الرجال .
فالجواب أن من رمى مؤمنة فلا بد أن يرمي معها مؤمنا فاستغني عن ذكر المؤمنين ومثله سرابيل تقيكم الحر أراد والبرد قاله الزجاج .
قوله تعالى يوم تشهد عليهم السنتهم وقرأ حمزة والكسائي وخلف يشهد بالياء وهو إقرارها بما تكلموا به من الفرية قال ابو سليمان الدمشقي وهؤلاء غير الذين يختم على أفواههم وقال ابن جرير المعنى ان السنة بعضهم تشهد على بعض .
قوله تعالى يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق أي حسابهم العدل وقيل جزاءهم الواجب وقرأ مجاهد وأبو الجوزاء وحميد بن قيس والأعمش دينهم الحق برفع القاف ويعلمون أن الله هو الحق المبين قال ابن عباس وذلك ان عبد الله بن ابي كان يشك في الدين فإذا كانت القيامة علم حيث لا ينفعه الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤن مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم .
قوله تعالى الخبيثات للخبيثين فيه أربعة أقوال .
أحدها الكلمات الخبيثات لا يتكلم بها إلا الخبيث من الرجال والنساء والكلمات الطيبات لا يتكلم بها إلا الطيبون من الرجال والنساء .
والثاني الكلمات الخبيثات إنما تلصق بالخبيثين من الرجال والنساء فأما الطيبات والطيبون فلا يصلح أن يقال في حقهم إلا الطيبات