والشافعي واستدل أرباب هذا القول بقوله تعالى ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم وكسب القلب عقدة وقصده وهذان القولان منقولان عن الإمام أحمد روى عنه ابنه عبد الله أنه قال اللغو عندي أن يحلف على اليمين يرى أنها كذلك ولا كفارة والرجل يحلف ولا يعقد قلبه على شيء فلا كفارة والثالث أنه يمين الرجل وهو غضبان رواه طاووس عن ابن عباس والرابع أنه حلف الرجل على معصية فليحنث وليكفر ولا إثم عليه قاله سعيد بن جبير والخامس أن يحلف الرجل على شيء ثم ينساه قاله النخعي وقول عائشة أصح الجميع قال حنبل سئل أحمد عن اللغو فقال الرجل يحلف فيقول لا والله وبلى والله لا يريد عقد اليمين فاذا عقد على اليمين لزمته الكفارة .
قوله تعالى ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلبوكم والله غفور حليم قال مجاهد أي ما عقدت عليه قلوبكم والحليم ذو الصفح الذي لا يستفزه غضب فيعجل و يستخفه جهل جاهل مع قدرته على العقوبة قال أبو سليمان الخطابي ولا يستحق اسم الحليم من سامح مع العجز عن المجازاة إنما الحليم الصفوح مع القدرة المتأني الذي لا يعجل بالعقوبة وقد أنعم بعض الشعراء أبياتا في هذا المعنى فقال ... لا يدرك المجد أقوام و إن كرموا ... حتى يذلوا وإن عزوا لأقوام ... ويشتموا فترى الألوان مسفرة ... لا صفح ذل ولكن صفح أحلام ... .
قال ويقال حلم الرجل يحلم حلما يضم اللام في الماضي والمستقبل وحلم في النوم بفتح اللام يحلم حلما اللام في المستقبل والحاء في المصدر مضمومتان .
فصل .
الأيمان على ضربين ماض ومستقبل فالماضي على ضربين يمين محرمة وهي