والثاني وإن يوما عند الله والف سنة سواء في قدرته على عذابهم فلا فرق بين وقوع ما يستعجلونه وبين تأخيره في القدرة إلا أن الله تفضل عليهم بالإمهال هذا قول الزجاج .
قل يا أيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين فالذين آمنوا وعلموا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم .
قوله تعالى ورزق كريم يعني به الرزق الحسن في الجنة .
قوله تعالى والذين سعوا في آياتنا أي عملوا في أبطالها معاجزين قرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي معجزين بغير ألف وقرأ ابن كثير وأبو عمرو معاجزين بألف قال الزجاج معاجزين أي ظانين أنهم يعجزوننا لأنهم ظنوا أنهم لا يبعثون وأنه لا جنة ولا نار قال وقيل في التفسير معاجزين معاندين وليس هو بخارج عن القول الأول ومعجزين تأويلها أنهم كانوا يعجزون من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم ويثبطونهم عنه .
وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا الى صراط مستقيم ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم