يأكله أو يفسد فاشتد ذلك عليهم فذكروه للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية هذا قول ابن عباس وعطاء وسعيد بن جبير و قتادة و مقاتل والثاني أن العرب كانوا يشددون في أمر اليتيم حتى لا يأكلون معه في قصعته ولا يستخدمون له خادما فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن مخالطتهم فنزلت هذه الآية ذكره السدي عن اشياخه وهو قول الضحاك .
وفي السائلين للنبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك قولاان أحدهما أن الذي سأله ثابت بن رفاعة الأنصاري قاله مقاتل والثاني عبد الله بن رواحة قاله أبو سليمان الدمشقي .
قوله تعالى قل إصلاح لهم خير قال ابن قتيبة معناه تثمير أموالهم والتنزه عن أكلها لمن وليها خير وإن تخالطوهم فاخوانكم أي فهم أخوانكم في ذلك حكم إخوانكم قال ابن عباس والمخالطة أن يشرب من لبنك وتشرب من لبنه ويأكل في قصعتك وتأكل في قصعته والله يعلم المفسد من المصلح يريد المتعمد اكل مال اليتيم من المتحرج الذي لا يألو إلا الإصلاح ولو شاء الله لأعنتكم قال ابن عباس أي لأحرجكم ولضيق عليكم وقال ابن الأنباري أصل العنت التشديد تقول العرب فلان يتعنت فلانا ويعنته أي يشدد عله ويلزمه بما يصعب عليه أداؤه قال ثم نقلت إلى معنى الهلاك واشتقاق الحرف من قول العرب أكمة عنوت إذا كانتت شديدة شاقة المصعد فجعلت هذه اللفظة مستعملة في كل شدة .
ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم و لا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولبعد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم اولئك يدقون إلى النار والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة باذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون