قوله تعالى فاستجبنا له أي أجبناه ونجيناه من الغم أي من الظلمات وكذلك ننجي المؤمنين إذا دعونا وروى أبو بكر عن عاصم أنه قرأ نجي المؤمنين بنون واحدة مشددة الجيم قال الزجاج وهذا لحن لا وجه له وقال ابو علي الفارسي غلط الراوي عن عاصم ويدل على هذا اسكانه الياء من نجي ونصب المؤمنين ولو كان على ما لم يسم فاعله ما سكن الياء ولرفع المؤمنين .
وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون .
قوله تعالى لا تذرني فردا أي وحيدا بلا ولد وانت خير الوارثين أي أفضل من بقي حيا بعد ميت .
قوله تعالى وأصلحنا له زوجه فيه ثلاثة أقوال .
أحدها أصلحت للولد بعد أن كانت عقيما قاله ابن عباس وسعيد ابن جبير وقتادة .
والثاني أنه كان في لسانها طول وهو البذاء فأصلحت قاله عطاء وقال السدي كانت سليطة فكف عنه لسانها