مهلكا بينهم وبين آلهتهم في جهنم ومنه يقال أوبقته ذنوبه أي أهلكته قال الزجاج المعنى جعلنا بينهم من العذاب ما يوبقهم أي يهلكهم فالموبق المهلك يقال وبق ييبق ويابق وبقا ووبق يبق وبوقا فهو وابق وقال الفراء جعلنا تواصلهم في الدنيا موبقا أي مهلكا لهم في الآخرة فالبين على هذا القول بمعنى التواصل كقوله تعالى لقد تقطع بينكم الأنعام 94 على قراءة من ضمن النون .
والثاني أن الموبق واد عميق يفرق به بين أهل الضلالة وأهل الهدى قاله عبدالله بن عمرو .
والثالث أنه واد في جهنم قاله انس بن مالك ومجاهد .
والرابع ان معنى الموبق العدواة قاله الحسن .
والخامس أنه المحبس قاله الربيع بن أنس .
والسادس أنه الموعد قاله ابو عبيدة .
قال ابن الأنباري إن قيل لم قال موبقا ولم يقل موبقا بضم الميم إذ كان معناه عذابا موبقا .
فالجواب أنه اسم موضوع لمحبس في النار والأسماء لا تؤخذ بالقياس فيعلم أن موبقا مفعل من أوبقه الله إذا أهلكه فتفتح الميم كما تنفتح في موعد ومولد ومحتد إذا سميت الشخوص بهن .
قوله تعالى ورأى المجرمون النار أي عاينوها وهي تتغيظ حنقا عليهم والمراد بالمجرمين الكفار فظنوا أي ايقنوا أنهم مواقعوها أي