القولين والثالث أنهم المسيح وعزير والملائكة والشمس والقمر قاله ابن عباس وفي معنى يدعون قولان .
أحدهما يعبدون أي يدعونهم آلهة وهذا قول الأكثرين .
والثاني أنه بمعنى يتضرعون الى الله في طلب الوسيلة وعلى هذا يكون قوله يدعون راجعا الى أولئك ويكون قوله يبتغون تماما للكلام وعلى القول الأول يكون يدعون راجعا الى المشركين ويكون قوله يبتغون وصفا ل أولئك مستأنفا وقرأ ابن مسعود وابن عباس وأبو عبد الرحمن تدعون بالتاء قال ابن الأبناري فعلى هذا الفعل مردود إلى قوله فلا يملكون كشف الضر عنكم ومن قرأ يدعون بالياء قال العرب تنصرف من الخطاب الى الغيبة إذا أمن اللبس ومعنى يدعون يدعونهم ألهة وقد فسرنا معنى الوسيلة في المائدة 35 .
وفي قوله أيهم أقرب قولان ذكرهما الزجاج .
أحدهما أن يكون أيهم مرفوعا بالابتداء وخبره أقرب ويكون المعنى يطلبون اليه فيتوسلون الى الله به .
والثاني أن يكون أيهم أقرب بدلا من الواو في يبتغون فيكون المعنى يبتغي أيهم هو أقرب الوسيلة إلى الله أي يتقرب اليه بالعمل الصالح .
وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيمة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا .
قوله تعالى وإن من قرية إلا نحن مهلكوها إن بمعنى ما والقرية الصالحة هلاكها بالموت والعاصية بالعذاب والكتاب اللوح المحفوظ والمسطور المكتوب