وروى أبو صالح عن ابن عباس أن المسلمين قالوا لئن أمكننا الله منهم لنمثلن بالأحياء فضلا عن الأموات فنزلت هذه الآية يقول إن كنتم فاعلين فمثلوا بالأموات كما مثلوا بأمواتكم قال ابن الأنباري وإنما سمى فعل المشركين معاقبة وهم ابتدؤوا بالمثلة ليزدوج اللفظان فيخف على اللسان كقوله وجزاء سيئة سيئة مثلها الشورى 40 .
فصل .
واختلف العلماء هل هذه الآية منسوخة أم لا على قولين .
أحدهما أنها نزلت قبل براءة فأمر رسول الله ص - أن يقاتل من قاتله ولا يبدأ بالقتال ثم نسخ ذلك وأمر بالجهاد قاله ابن عباس والضحاك فعلى هذا يكون المعنى ولئن صبرتم عن القتال ثم نسخ هذا بقوله فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم التوبة 5 .
والثاني أنها محكمة وإنما نزلت فيمن ظلم ظلامه فلا يحل له أن ينال من ظالمه أكثر مما ناله الظالم منه قاله مجاهد والشعبي والنخعي وابن سيرين والثوري وعلى هذا يكون المعنى ولئن صبرتم عن المثلة لا عن القتال .
قوله تعالى واصبر وما صبرك إلا بالله أي بتوفقيه ومعونته وهذا أمر بالعزيمة .
وفي قوله ولا تحزن عليهم قولان .
أحدهما على كفار مكة إن لم يسلموا قاله أبو صالح عن ابن عباس .
والثاني ولا تحزن على قتلى أحد فانهم أفضوا إلى رحمة الله ذكره علي بن أحمد النيسابوري