أحدهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر بالتجهز إلى مكة قال ناس من الأعراب يا رسول الله بماذا نتجهز فوالله مالنا زاد ولا مال فنزلت قاله ابن عباس .
والثاني أن الأنصار كانوا ينفقون ويتصدقون فأصابتهم سنة فأمسكوا فنزلت قاله أبو جبيرة بن الضحاك والسبيل في اللغة الطريق و إنما استعملت هذه الكلمة في الجهاد لأنه السبيل الذي يقاتل فيه على عقد الدين والتهلكة بمعنى الهلاك يقال هلك الرجل يهلك هلاكا وهلكا وتهلكة قال المبرد وأراد بالأيدي الأنفس فعبر بالبعض عن الكل وفي المراد بالتهلكة هاهنا اربعة أقوال أحدها أنها ترك النفقة في سبيل الله قاله حذيفة و ابن عباس والحسن وابن جبير وعكرمة و مجاهد وقتادة والضحاك والثاني أنها القعود عن الغزو شغلا بالمال قاله أبو أيوب الانصاري والثالث أنها القنوط من رحمة الله قاله البراء والنعمان بن بشير وعبيدة والرابع أنها عذاب الله رواه ابن ابي طلحة عن ابن عباس .
قوله تعالى وأحسنوا فيه ثلاثة أقوال أحدها أن معناه أحسنوا الإنفاق وهو قول أصحاب القول الأول والثاني أحسنوا الظن بالله قاله عكرمة وسفيان وهو يخرج على قول من قال التهلكة القنوط والثالث أن معناه أدوا الفرائض رواه سفيان عن ابي إسحاق