قوله تعالى وألقوا إلى الله يومئذ السلم المعنى أنهم استسلموا له وفي المشار إليهم قولان .
أحدهما أنهم المشركون قاله الأكثرون ثم في معنى استسلامهم قولان أحدهما أنهم استسلموا له بالإقرار بتوحيده وربوبيته والثاني أنهم استسلموا لعذابه .
والثاني أنهم المشركون والأصنام كلهم قال الكلبي والمعنى أنهم استسلموا لله منقادين لحكمه .
قوله تعالى وضل عنهم ما كانوا يفترون فيه قولان .
أحدهما بطل قولهم أنها تشفع لهم والثاني ذهب عنهم ما زين لهم الشيطان أن لله شريكا وولدا .
الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين .
قوله تعالى الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قال ابن عباس منعوا الناس من طاعة الله والإيمان بمحمد ص - .
قوله تعالى زدناهم عذابا فوق العذاب إنما نكر العذاب الأول لأنه نوع خاص لقوم بأعيانهم وعرف العذاب الثاني لأنه العذاب الذي يعذب به أكثر أهل النار فكان في شهرته بمنزلة النار في قول القائل نعوذ بالله من النار وقد قيل إنما زيدوا هذا العذاب على ما يستحقونه من عذابهم بصدهم عن سبيل الله