وقد سبق بيان الأنعام وذكرنا معنى العبرة في آل عمران 13 والفرق بين سقى وأسقى في الحجر 22 .
فأما قوله مما في بطونه فقال الفراء النعم والأنعام شيء واحد وهما جمعان فرجع التذكير إلى معنى النعم إذ كان يؤدي عن الأنعام أنشدني بعضهم ... وطاب ألبان اللقاح وبرد ... فرجع إلى اللبن لأن اللبن والألبان في معنى قال وقال الكسائي أراد نسقيكم مما في البطون ما ذكرنا وهو صواب أنشدني بعضهم ... مثل الفراخ نتفت حواصله ... .
وقال المبرد هذا فاش في القرآن كقوله للشمس هذا ربي الأنعام 78 يعني هذا الشيء الطالع وكذلك وإني مرسلة إليهم بهدية ثم قال فلما جاء سليمان النمل35 36 ولم يقل جاءت لأن المعنى جاء الشيء الذي ذكرنا وقال أبو عبيدة الهاء في بطونه للبعض والمعنى نسقيكم مما في بطون البعض الذي له لبن لأنه ليس لكل الأنعام لبن وقال ابن قتيبة ذهب بقوله مما في بطونه إلى النعم والنعم تذكر وتؤنث والفرث ما في الكرش والمعنى أن اللبن كان طعاما فخلص من ذلك الطعام دم وبقي منه فرث في الكرش وخلص من ذلك الدم لبنا خالصا سائغا للشاربين أي سهلا في الشرب لا يشجى به شاربه ولا يغص وقال بعضهم سائغا أي لا تعافه النفس وإن كان قد خرج من بين فرث ودم