قوله تعالى وأرسلنا الرياح لواقح وقرأ حمزة وخلف الريح وكان أبو عبيدة يذهب إلى أن لواقح بمعنى ملاقح فسقطت الميم منه قال الشاعر ... ليبك يزيد بائس لضراعة ... وأشعث ممن طوحته الطوائح ... .
أراد المطاوح فحذف الميم فمعنى الآية عنده وأرسلنا الرياح ملقحة فيكون ها هنا فاعل بمعنى مفعل كما أتى فاعل بمعنى مفعول كقوله ماء دافق الطارق 6 أي مدفوق و عيشة راضية الحاقة 21 والقارعة 7 أي مرضية وكقولهم ليل نائم أي منوم فيه ويقولون أبقل النبت فهو باقل أي مبقل قال ابن قتيبة يريد أبو عبيدة أنها تلقح الشجر وتلقح السحاب كأنها تنتجه ولست أدري ما أضطره إلى هذا التفسير بهذا الاستكراه وهو يجد العرب تسمي الرياح لواقح والريح لاقحا قال الطرماح وذكر بردا مده على أصحابه في الشمس يستظلون به ... قلق لأفنان الرياح ... للاقح منها وحائل ... .
فاللاقح الجنوب والحائل الشمال ويسمون الشمال أيضا عقيما والعقيم التي لا تحمل كما سموا الجنوب لا قحا قال كثير ... ومر بسفاسف التراب عقيمها ... يعني الشمال وإنما جعلوا الريح لاقحا أي حاملا لأنها تحمل السحاب