قال لصاحبه صوب الخشبة فصوبها فانحطت النسور فظنت الجبال أنه أمر نزل من السماء فزالت عن مواضعها وقال غيره لما رأت الجبال ذلك ظنت أنه قيام الساعة فكادت تزول وإلى هذا المعنى ذهب سعيد بن جبير وأبو مالك .
والقول الثاني أنه بختنصر وأن هذه القصة له جرت وأن النسور لما ارتفعت تطلب اللحم إلى حيث شاء الله نودي يا أيها الطاغية أين تريد ففرق ثم سمع الصوت فوقه فنزل فلما رأت الجبال ذلك ظنت أنه قيام الساعة فكادت تزول وهذا قول مجاهد .
والثالث أن المشار إليهم الأمم المتقدمة قال ابن عباس وعكرمة مكرهم شركهم .
والرابع أنهم الذين مكروا برسول الله ص - حين هموا بقتله وإخراجه .
وفي قوله وعند الله مكرهم قولان .
أحدهما أنه محفوظ عنده حتى يجازيهم به قاله الحسن وقتادة .
والثاني وعند الله جزاء مكركم .
قوله تعالى وإن كان مكرهم وقرأ ابو بكر وعمر وعلي وابن مسعود وأبي وابن عباس وعكرمة وأبو العالية وإن كان مكرهم بالدال لتزول منه الجبال وقرأ الأكثرون لتزول بكسر اللام الأولى من لتزول وفتح الثانية أراد وما كان مكرهم لتزول من الجبال أي هو أضعف وأوهن كذلك فسرها الحسن البصري وقرأ الكسائي لتزول بفتح اللام الأولىوضم الثانية أراد قد كادت الجبال تزول من مكرهم كذلك فسرها ابن الأنباري .
وفي المراد بالجبال قولان .
أحدهما أنها الجبال المعروفة قاله الجمهور .
والثاني أنها ضربت مثلا لأمر النبي ص - وثبوت دينه كثبوت الجبال