أحدها أنه ثمانية أشهر قال علي عليه السلام .
والثاني ستة أشهر رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس وبه قال الحسن وعكرمة وقتادة .
والثالث أنه بكرة وعشية رواه أبو ظبيان عن ابن عباس .
والرابع أنه السنة روي عن ابن عباس أيضا وبه قال مجاهد وابن زيد .
والخامس أنه شهران قاله سعيد بن المسيب .
والسادس أنه غدوة وعشية وكل ساعة قاله ابن جرير .
فمن قال ثمانية أشهر أشار إلى مدة حملها باطنا وظاهرا ومن قال ستة أشهر فهي مدة حملها إلى حين صرامها ومن قال بكرة وعشية أشار إلى الأجتناء منها ومن قال سنة أشار إلى أنها لاتحمل في السنة إلا مرة ومن قال شهران فهو مدة صلاحها قال ابن المسيب لا يكون في النخلة أكلها إلا شهرين ومن قال كل ساعة أشار إلى أن ثمرتها تؤكل دائما قال قتادة تؤكل ثمرتها في الشتاء والصيف قال ابن جرير الطلع في الشتاء من أكلها والبلح والبسر والرطب والتمر في الصيف .
فأما الحكمة في تمثيل الإيمان بالنخلة فمن أوجه .
أحدها أنها شديدة الثبوت فشبه ثبات الإيمان في قلب المؤمن بثباتها .
والثاني أنها شديدة الأرتفاع فشبه ارتفاع عمل المؤمن بارتفاع فروعها .
والثالث أن ثمرتها تأتي كل حين فشبه ما يكسب المؤمن من بركة الإيمان وثوابه في كل وقت بثمرتها المجتناة في كل حين على اختلاف صنوفها فالمؤمن كلما قال لا إله إلا الله صعدت إلى السماء ثم جاءه خيرها ومنفعتها