يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون .
قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام .
الصيام في اللغة الإمساك في الجملة يقال صامت الخيل إذا امسكت عن السير وصامت الريح إذا امسكت عن الهبوب والصوم في الشرع عبارة عن الإمساك عن الطعام والشراب والجماع مع انضمام النية إليه وفي الذين من قبلنا ثلاثة أقوال أحدها انهم أهل الكتاب رواه عطاء الخراساني عن ابن عباس وهو قول مجاهد والثاني انهم النصارى قاله الشعبي والربيع والثالث انهم جميع أهل الملل ذكره أبو صالح عن ابن عباس .
وفي موضع التشبيه في كاف كما كتب قولان أحدهما أن التشبيه في حكم الصوم وصفته لا في عددة قال سعيد بن جبير كتب عليهم إذا نام احدهم قبل أن يطعم لم يحل له أن يطعم إلى القابلة والنساء عليهم حرام ليلة الصيام وهو عليهم ثابت وقد أرخص لكم فعلى هذا تكون هذه الآية منسوخة بقوله احل لكم ليلة الصيام الرفث البقرة 187 فانها فرقت بين صوم أهل الكتاب وبين صوم المسلمين والثاني أن التشبيه في عدد الايام ثم في ذلك قولان أحدهما أنه فرض على هذه الأمة صوم ثلاثة أيام من كل شهر وقد كان ذلك فرضا على من قبلهم قال عطية عن ابن عباس في قوله تعالى كما كتب على الذين من قبلكم قال كان ثلاثة أيام من كل شهر ثم نسخ برمضان قال معمر عن قتادة كان الله قد كتب على الناس قبل رمضان ثلاثة أيام من كل شهر فعلى هذا القول تكون الآية منسوخة بقوله تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن والثاني أنه فرض على من قبلنا صوم رمضان بعينه قال ابن عباس فقدم النصارى يوما ثم يوما واخروا يوما ثم قالوا نقدم عشرا ونؤخر عشرا وقال السدي عن أشياخه اشتد على النصارى صوم رمضان فجعل يتقلب عليهم في الشتاء والصيف فلما رأوا ذلك اجتمعوا