قال لأنك شويت عناقا وقترت على جارك وأكلت ولم تطعمه وذكر بعضهم أن السبب في ذلك أن يعقوب ذبح عجل بقرة بين يديها وهي تخور فلم يرحمها .
فإن قيل كيف صبر يوسف عن أبيه بعد أن صار ملكا .
فقد ذكر المفسرون عنه ثلاثة أجوبة .
أحدها أنه يجوز أن يكون ذلك عن أمر الله تعالى وهو الأظهر .
والثاني لئلا يظن الملك بتعجيل استدعائه أهله شدة فاقتهم .
والثالث أنه أحب بعد خروجه من السجن أن يدرج نفسه إلى كمال السرور والصحيح أن ذلك كان عن أمر الله تعالى ليرفع درجة يعقوب بالصبر على البلاء وكان يوسف يلاقي من الحزن لأجل حزن أبيه عظيما ولا يقدر على دفع سببه .
قوله تعالى وأعلم من الله مالا تعلمون فيه أربعة أقوال .
أحدها أعلم أن رؤيا يوسف صادقة وأنا سنسجد له رواه العوفي عن ابن عباس .
والثاني أعلم من سلامة يوسف مالا تعلمون قال ابن السائب وذلك أن ملك الموت أتاه فقال له يعقوب هل قبضت روح ابني يوسف قال لا .
والثالث أعلم من رحمة الله وقدرته مالا تعلمون قاله عطاء .
والرابع أنه لما أخبره بنوه بسيرة العزيز طمع أن يكون هو يوسف قاله السدي قال ولذلك قال لهم اذهبوا فتحسسوا وقال وهب بن منبه لما قال له ملك الموت ما قبضت روح يوسف تباشر عند ذلك ثم أصبح فقال لبنيه اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه قال أبو عبيدة تحسسوا أي تخبروا والتمسوا في المظان