لهم ما يصلحهم وجهاز البيت متاعه قال المفسرون حمل لكل رجل منهم بعيرا وقال ألا ترون أني أوفي الكيل أي أتمه ولا أبخسه وأنا خير المنزلين يعني المضيفين وذلك أنه أحسن ضيافتهم ثم أوعدهم على ترك الإتيان بأخيهم فقال فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي وفيه قولان .
أحدهما أنه يعني به فيما بعد وهو قول الأكثرين .
والثاني أنه منعهم الكيل في الحال قاله وهب بن منبه قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون .
قوله تعالى قالوا سنراود عنه أباه أي نطلبه منه والمراودة الاجتهاد في الطلب .
وفي قوله وإنا لفاعلون ثلاثة أقوال .
أحدها أن المعنى وإنا لجاؤوك به وضامنون لك المجيء به هذا مذهب الكلبي .
والثاني أنه توكيد قاله الزجاج فعلى هذا يكون الفعل الذي ضمنوه عائدا إلى المراودة فيصح معنى التوكيد .
والثالث وإنما لمديمون المطالبة به لأبينا ومتابعون المشورة عليه بتوجيهه وهذا غير المراودة ذكره ابن الأنباري .
فإن قيل كيف جاز ليوسف أن يطلب أخاه وهو يعلم مافي ذلك من إدخال الحزن على أبيه فعنه خمسة أجوبة .
أحدها أنه يجوز أن يكون ذلك بأمر عن الله تعالى زيادة لبلاء يعقوب ليعظم ثوابه وهذا الأظهر