فإني أشهد الله وأشهدك أني قد أعتقت أهل مصر ورددت عليهم أملاكهم وكان يوسف لا يشبع في تلك الأيام ويقول إني أخاف أن أنسى الجائع ولأجر الآخرة خير للذين آمنواوكانوا يتقون .
قوله تعالى ولأجر الآخرة خير المعنى ما نعطي يوسف في الآخرة خير مما أعطيناه في الدنيا وكذلك غيره من المؤمنين ممن سلك طريقه في الصبر وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون .
قوله تعالى وجاء إخوة يوسف روى الضحاك عن ابن عباس قال لما فوض الملك إلى يوسف أمر مصر تلطف يوسف للناس ولم يزل يدعوهم إلى الإسلام فآمنوا به وأحبوه فلما أصاب الناس القحط نزل ذلك بأرض كنعان فأرسل يعقوب ولده للميرة وذاع أمر يوسف في الآفاق وانتشر عدله ورحمته ورأفته فقال يعقوب يا بني إنه قد بلغني أن بمصر ملكا صالحا فانطلقوا إليه وأقرئوه مني السلام وانتسبوا له لعله يعرفكم فانطلقوا فدخلوا عليه فعرفهم وأنكروه فال من أين أقبلتم قالوا من أرض كنعان ولنا شيخ يقال له يعقوب وهو يقرئك السلام فبكى وعصر عينيه وقال لعلكم جواسيس جئتم تنظرون عورة بلدي فقالوا لا والله ولكنا من كنعان أصابنا الجهد فأمرنا أبونا أن نأتيك فقد بلغه عنك خير قال فكم أنتم قالوا أحد عشر أخا وكنا اثنى عشر فأكل أحدنا الذئب قال فمن يعلم صدقكم ائتوني بأخيكم الذي من أبيكم وروى أبو صالح عن ابن عباس قال لما دخلوا عليه كلموه بالعبرانية فأمر الترجمان فكلمهم ليشبه عليهم فقال الترجمان قل لهم أنتم عيون بعثكم ملككم لتنظروا إلى أهل مصر فتخبرونه فيأتينا بالجنود فقالوا لا