أي ما أبقاه فيه ذكره الزجاج والرابع أن المعنى فأي شيء صبرهم على النار قاله ابن الأنباري وفي ما قولان أحدهما أنها للاستفهام تقديرها ما الذي أصبرهم قاله عطاء والسدي وابن زيد و أبو بكر بن عياش والثاني أنها للتعجب كقولك ما أحسن زيدا وما أعلم عمرا وقال ابن الانباري معنى الآية التعجب والله يعجب المخلوقين ولا يعجب هو كعجبهم .
قوله تعالى ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد الإشارة بذلك إلى ما تقدم من الوعيد بالعذاب فتقديره ذلك العذاب بأن الله نزل الكتاب بالحق فكفروا به واختلفوا فيه وفي الكتاب قولان أحدهما أنه التوراة والثاني القرآن وفي الحق قولان أحدهما أنه العدل قاله ابن عباس والثاني أنه ضد الباطل قاله مقاتل .
قوله تعالى وإن الذين اختلفوا في الكتاب فيه قولان .
أحدهما أنه التوراة ثم في اختفلاهم فيها ثلاثة أقوال أحدها أن اليهود والنصارى اختلفوا فيها فادعى النصارى فيها صفة عيسى وأنكر اليهود ذلك والثاني انهم خالفوا ما في التوراة من صفة محمد صلى الله عليه وسلم والثالث انهم خالفوا سلفهم في التمسك بها .
والثاني أنه القرآن فمنهم من قال شعر ومنهم من قال إنما يعلمه بشر .
والشقاق معاداة بعضهم لبعض وفي معنى بعيد قولان أحدهما أن بعضهم متباعد في مشاقة بعض قاله الزجاج والثاني أنه بعيد من الهدى .
ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم