والثاني أنها كانت صدقا قاله مجاهد وابن إسحاق والثالث أن الذي صلب منهما كان كاذبا وكان الآخر صادقا قاله أبو مجلز .
قوله تعالى قال أحدهما يعني الساقي إني أراني أي في النوم أعصر خمرا أي عنبا وفي تسمية العنب خمرا ثلاثة أقوال .
أحدها أنه سماه باسم ما يؤول إليه لأن المعنى لا يلتبس كما يقال فلان يطبخ الآجر ويعمل الدبس وإنما يطبخ اللبن ويصنع التمر وهذا قول أكثر المفسرين قال ابن الأنباري وإنما كان كذلك لأن العرب توقع بالفرع ما هو واقع بالأصل كقولهم فلان يطبخ آجرا .
والثاني أن الخمر في لغة أهل عمان اسم للعنب قاله الضحاك والزجاج قال ابن القاسم وقد نطقت قريش بهذه اللغة وعرفتها والثالث أن المعنى أعصر عنب خمر وأصل خمر وسبب خمر فحذف المضاف وخلفه المضاف إليه كقوله واسأل القرية يوسف 82 قال أبو صالح عن عن ابن عباس رأى يوسف ذات يوم الخباز والساقي مهمومين فقال ما شأنكما قالا رأينا رؤيا قال قصاها علي قال الساقي إني رأيت كأني دخلت كرما فجنيت ثلاثة عناقيد عنب فعصرتهن في الكأس ثم أتيت به الملك فشربه وقال الخباز رايت أني خرجت من مطبخ الملك أحمل فوق رأسي ثلاث سلال من خبز فوقع طير على أعلاهن فأكل منها نبئنا بتأويله أي أخبرنا بتفسيره وفي قوله إنا نراك من المحسنين خمسة أقوال .
أحدها أنه كان يعود المرضى ويداويهم ويعزي الحزين رواه مجاهد عن ابن عباس .
والثاني إنا نراك محسنا إن أنبأتنا بتأويله قاله ابن إسحاق