ردوا علي قيمصي أتوارى به فقالوا ادع الشمس والقمر والأحد عشر كوكبا فدلوه في الئر حتى إذا بلغ نصفها ألقوه إرادة أن يموت فكان في البئر ماء فسقط فيه ثم أوى إلى صخرة فيها فقام عليها فلما ألقوه في الجب جعل يبكي فنادوه فظن أنها رحمة أدركتهم فأجابهم فأرادوا أن يرضخوه بصخرة فمنعهم يهوذا وكان يهوذا يأتيه بالطعام وقال كعب جمعوا يديه إلى عنقه ونزعوا قميصه فبعث الله إليه ملكا فحل عنه وأخرج له حجرا من الماء فقعد عليه وكان يعقوب قد أدرج قميص إبراهيم الذي كساه الله إياه يوم ألقي في النار في قصبة وجعلها في عنق يوسف فألبسه إياه الملك حينئذ وأضاء له الجب وقال الحسن ألقي في الجب فعذب ماؤه فكان يغنيه عن الطعام والشراب ودخل عليه جبريل فأنس به فلما أمسى نهض جبريل ليذهب فقال له يوسف إنك إذا خرجت عني استوحشت فقال إذا رهبت شيئا فقل يا صريخ المستصرخين وياغوث المستغيثنين ويا مفرج كرب المكروبين قد ترى مكاني وتعلم حالي ولا يخفى عليك شيء من أمري فلما قالها حفته الملائكة فاستأنس في الجب ومكث فيه ثلاثة أيام وكان إخوته يرعون حول الجب وقال محمد بن مسلم الطائفي لما ألقي يوسف في الجب قال يا شاهدا غير غائب ويا قريبا غير بعيد ويا غالبا غير مغلوب اجعل لي فرجا مما أنا فيه قال فما بات فيه .
وفي مقدار سنة حين ألقي في الجب أربعة أقوال