وفي معنى الكلام على قراءة من قرأ بالنون قولان .
أحدهما أن فعلهم في أموالهم هو البخس والتطفيف قاله ابن عباس فالمعنى قد تراضينا فيما بيننا بذلك .
والثاني أنهم كانوا يقطعون الدراهم والدنانير فنهاهم عن ذلك قاله ابن زيد وقال القرظي عذبوا في قطعهم الدارهم قال ابن الأنباري وقرأ الضحاك بن قيس الفهري ما تشاء بالتاء ونسق أن تفعل على أن تترك واستغنى عن الإضمار قال سفيان الثوري في معنى هذه القراءة أنه أمرهم بالزكاة فامتنعوا وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي والضحاك وابن أبي عبلة أو أن تفعل في أموالنا ما تشاء بالتاء فيهما ومعنى هذه القراءة كمعنى قراءة الفهري .
وفي قوله إنك لأنت الحليم الرشيد أربعة أقوال .
أحدها أنهم قالوه استهزاء به رواه أبو صالح عن ابن عباس وبه قال قتادة والفراء .
والثاني أنهم قالوا له إنك لأنت السفيه الجاهل فكنى بهذا عن ذلك ذكره الزجاج .
والثالث أنهم سبوه بأنه ليس بحليم ولا رشيد فأثنى الله D عليه فقال بل إنك لأنت الحليم الرشيد لا كما قال لك الكافرون حكاه أبو سليمان الدمشقي عن أبي الحسن المصيصي .
والرابع أنهم اعترفوا له بالحلم والرشد حقيقة وقالوا أنت حليم رشيد فلم تنهانا أن نفعل في أموالنا ما نشاء حكاه الماوردي وذهب إلى نحوه ابن كيسان .
قوله تعالى إن كنت على بينة من ربي قد تقدم تفسيره هود 28 و 63