والرابع اطمأنوا قاله مجاهد والخامس أخلصوا قاله مقاتل والسادس تخشعوا لربهم قاله الفراء والسابع تواضعوا لربهم قاله ابن قتيبة .
فإن قيل لم أوثرت إلى على اللام في قوله واخبتوا إلى ربهم والعادة جارية بأن يقال أخبتوا لربهم .
فالجواب أن المعنى وجهوا خوفهم وخشوعهم وإخلاصهم إلى ربهم واطمأنوا إلى ربهم قال الفراء وربما جعلت العرب إلى في موضع اللام كقوله بأن ربك أوحى لها الزلزال 5 وقوله الذي هدانا لهذا الأعراف 43 وقد يجوز في العربية فلان يخبت إلى الله يريد يفعل ذلك موجهه إلى الله قال بعض المفسرين هذه الآية نازلة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما قبلها نازل في المشركين ثم ضرب للفريقين مثلا فقال مثل الفريقين كالأعمى والأصم قال مجاهد الفريقان المؤمن والكافر فأما الأعمى والأصم فهو الكافر وأما البصير والسميع فهو المؤمن قال قتادة الكافر عمي عن الحق وصم عنه والمؤمن أبصر الحق وسمعه ثم انتفع به وقال أبو عبيدة في الكلام ضمير تقديره مثل الفريقين كمثل الأعمى وقال الزجاج مثل الفريقين المسلمين كالبصير والسميع ومثل فريق الكافرين كالأعمى والأصم لأنهم في عداوتهم وتركهم للفهم بمنزلة من لايسمع ولا يبصر .
قوله تعالى هل يستويان مثلا أي هل يستويان في المشابهة .
والمعنى كما لا يستويان عندكم كذلك لا يستوي المؤمن والكافر عند الله وقال أبو عبيدة هل هاهنا بمعنى الإيجاب لا بمعنى الاستفهام والمعنى لا يستويان قال الفراء وإنما لم يقل يستوون لأن الأعمى والأصم من