وقرأ نافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي السوء بفتح السين وكذلك قرؤوا في سورة الفتح والمعنى عليهم يعود ما ينتظرونه لك من البلاء قال الفراء وفتح السين من السوء هو وجه الكلام فمن فتح أراد المصدر من سؤته سوءا ومساءة ومن رفع السين جعله اسما كقولك عليهم دائرة البلاء والعذاب ولا يجوز ضم السين في قوله ما كان أبوك امرأ سوء ولا في قوله وظننتم ظن السوء لأنه ضد لقولك رجل صدق وليس للسوء هاهنا معنى في عذاب ولا بلاء فيضم .
ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم .
قوله تعالى ومن الأعراب من يؤمن بالله قال ابن عباس وهم من أسلم من الأعراب مثل جهينة وأسلم وغفار .
وفي قوله ويتخذ ما ينفق قولان .
أحدهما في الجهاد والثاني في الصدقة فأما القربات فجمع قربة وهي ما يقرب العبد من رضى الله ومحبته قال الزجاج وفي القربات ثلاثة أوجه ضم الراء وفتحها وإسكانها وفي المراد بصلوات الرسول قولان .
أحدهما استغفاره قاله ابن عباس .
والثاني دعاؤه قاله قتادة وابن قتيبة والزجاج وأنشد الزجاج ... عليك مثل الذي صليت فاغتمضي ... نوما فان لجنب المرء مضطجعا