المكلفين بنحو التحليل والتحريم والإيجاب والإجزاء والصحة والفساد والغرم والضمان وغير ذلك وبعضهم يختار أن يقال الفقه فهم الشيء وبعضهم يختار أن يقال علم الشيء .
فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون .
قوله تعالى فليضحكوا قليلا لفظه لفظ الأمر ومعناه التهديد .
وفي قلة ضحكهم وجهان .
أحدهما أن الضحك في الدنيا لكثرة حزنها وهمومها قليل وضحكهم فيه أقل لما يتوجه إليهم من الوعيد .
والثاني أنهم إنما يضحكون في الدنيا وبقاؤها قليل وليبكوا كثيرا في الآخرة قال أبو موسى الأشعري إن أهل النار ليبكون الدموع في النار حتى لو أجريت السفن في دموعهم لجرت ثم إنهم ليبكون الدم بعد الدموع فلمثل ما هم فيه فليبكي .
قوله تعالى جزاء بما كانوا يكسبون أي من النفاق والمعاصي .
فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين .
قوله تعالى فان رجعك الله أي ردك من غزوة تبوك إلى المدينة إلى طائفة من المنافقين الذين تخلفوا بغير عذر وإنما قال إلى طائفة لأنه ليس كل من تخلف عن تبوك كان منافقا فاستأذنوك للخروج معك إلى الغزو