والثاني أن عبد الله بن ابي قال والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فسمعه رجل من المسلمين فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فجعل يحلف بالله ما قال فنزلت هذه الآية قاله قتادة .
والثالث أن المنافقين كانوا إذا خلوا سبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وطعنوا في الدين فنقل حذيفة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض ذلك فحلفوا ما قالوا شيئا فنزلت هذه الآية قاله الضحاك فأما كلمة الكفر فهي سبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعنهم في الدين وفي سبب قوله وهموا بمالم ينالوا أربعة أقوال .
أحدها أنها نزلت في ابن أبي حين قال لئن رجعنا إلى المدينة رواه أبو صالح عن ابن عباس وبه قال قتادة .
والثاني أنها نزلت فيهم حين هموا بقتل رسول الله رواه مجاهد عن ابن عباس قال والذي هم رجل يقال له الأسود وقال مقاتل هم خسة عشر رجلا هموا بقتله ليلة العقبة .
والثالث أنه لما قال بعض المنافقين إن كان ما يقول محمد حقا فنحن شر من الحمير وقال له رجل من المؤمنين لأنتم شر من الحمير هم المنافق بقتله فذلك قوله وهموا بمالم ينالوا هذا قول مجاهد .
والرابع أنهم قالوا في غزوة تبوك إذا قدمنا المدينة عقدنا على رأس عبد الله بن أبي تاجا نباهي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينالوا ما هموا به .
قوله تعالى وما نقموا إلا أن أغناهم الله قال ابن قتيبة أي ليس ينقمون شيئا ولا يتعرفون من الله إلا الصنع ومثله قول الشاعر ... ما نقم الناس من أمية إلا ... أنهم يحلمون إن غضبوا