ومن خلقت وحيدا وقد ذهب بعضهم إلى أنها منسوخة بآية القتال لأن قوله وذروا الذين يلحدون في أسمائه يقتضي الإعراض عن الكفار وهذا قول ابن زيد .
وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون .
قوله تعالى وممن خلقنا أمة يهدون بالحق أي يعملون به وبه يعدلون أي وبالعمل به يعدلون وفيمن أريد بهذه الآية أربعة أقوال .
أحدها أنهم المهاجرون والأنصار والتابعون باحسان من هذه الأمة قاله ابن عباس وكان ابن جريج يقول ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذه أمتي بالحق يأخذون ويعطون ويقضون وقال قتادة بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تلا هذه الآية قال هذه لكم وقد أعطي القوم مثلها ثم يقرأ ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون .
والثاني أنهم من جميع الخلق قاله ابن السائب .
والثالث أنهم الأنبياء والرابع أنهم العلماء ذكر القولين الماوردي .
والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين .
قوله تعالى والذين كذبوا بآياتنا قال أبو صالح عن ابن عباس هم أهل مكة وقال مقاتل نزلت في المستهزئين من قريش .
قوله تعالى سنستدرجهم قال الخليل بن أحمد سنطوي أعمارهم في اغترار