في وقت الإتيان شرعا أي ظاهرة كذلك نبلوهم أي مثل هذا الاختبار الشديد نختبرهم بفسقهم ويحتمل على بعد أن يكون المعنى ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك أي لا تأتيهم شرعا ويكون نبلوهم مستأنفا وقرأ الحسن والأعمش وأبان والمفضل عن عاصم يسبتون بضم الياء .
وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون .
قوله تعالى وإذ قالت أمة منهم قال المفسرون افترق أهل القرية ثلاث فرق فرقة صادت وأكلت وفرقة نهت وزجرت وفرقة أمسكت عن الصيد وقالت للفرقة الناهية لم تعظون قوما الله مهلكهم لاموهم على موعظة قوم يعلمون أنهم غير مقلعين فقالت الفرقة الناهية معذرة إلى ربكم قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي معذرة رفعا أي موعظتنا إياهم معذرة والمعنى أن الأمر بالمعروف واجب علينا فعلينا موعظة هؤلاء عذرا إلى الله وقرأ حفص عن عاصم معذرة نصبا وذلك على معنى نعتذر معذرة ولعلهم يتقون أي وجائز أن ينتفعوا بالموعظة فيتركوا المعصية .
فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم .
قوله تعالى فلما نسوا ما ذكروا به يعني تركوا ما وعظوا به أنجينا