ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحيوة الدنيا وكذلك نجزي المفترين .
قوله تعالى ولما سقط في أيديهم أي ندموا قال الزجاج يقال للرجل النادم على ما فعل المتحسر على ما فرط قد سقط في يده وأسقط في يده وقرأ ابن السميفع وأبو عمران الجوني سقط بفتح السين قال الزجاج والمعنى ولما سقط الندم في أيديهم يشبه ما يحصل في القلب وفي النفس بما يرى بالعين قال المفسرون هذا الندم منهم إنما كان بعد رجوع موسى .
قوله تعالى لئن لم يرحمنا ربنا قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم يرحمنا ربنا ويغفر لنا بالياء والرفع وقرأ حمزة والكسائي ترحمنا وتغفر لنا بالتاء ربنا بالنصب .
قوله تعالى غضبان اسفا في الاسف ثلاثة أقوال .
أحدها أنه الحزين قاله ابن عباس والحسن والسدي والثاني الجزع قاله مجاهد والثالث أنه الشديد الغضب قاله ابن قتيبة والزجاج وقال أبو الدرداء الأسف منزلة وراء الغضب أشد منه