والرابع كأن لم ينزلوا فيها قاله الزجاج قال الأصمعي المغاني المنازل يقال غنينا بمكان كذا أي نزلنا بمكان كذا أي نزلنا به وقال ابن قتيبة كأن لم يقيموا فيها ومعنى غنينا بمكان كذا أقمنا قال ابن الانباري وإنما كرر قوله الذين كذبوا شعيبا للمبالغة في ذمهم كما تقول أخوك الذي أخذ أموالنا أخوك الذي شتم أعراضنا .
قوله تعالى فتولى عنهم فيه قولان .
أحدهما أعرض والثاني انصرف وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي قال قتادة أسمع شعيب قومه وأسمع صالح قومه كما أسمع نبيكم قومه يوم بدر يعني أنه خاطبهم بعد الهلاك فكيف آسى أي أحزن وقال ابن اسحاق أصاب شعيبا على قومه حزن شديد ثم عاتب نفسه فقال كيف آسى على قوم كافرين .
وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون .
قوله تعالى وما أرسلنا في قرية قال الزجاج يقال لكل مدينة قرية لاجتماع الناس فيها وقال غيره في الآية اختصار تقديره فكذبوه إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء وقد سبق تفسير البأساء والضراء في الأنعام وتفسير التضرع في هذه السورة ومقصود الآية إعلام النبي صلى الله عليه وسلم بسنة الله في المكذبين وتهديد قريش .
ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون