والثاني أن المعنى لتصيرن إلى ملتنا فوقع العود على معنى الابتداء كما يقال قد عاد علي من فلان مكروه أي قد لحقني منه ذلك وإن لم يكن سبق منه مكروه قال الشاعر ... فان تكن الأيام أحسن مرة ... إلي فقد عادت لهن ذنوب ... .
وقد شرحنا هذا في قوله وإلى الله ترجع الأمور في سورة البقرة وقد ذكر معنى الجوابين الزجاج وابن الانباري .
قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين وقال الملأ الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين .
قوله تعالى قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم وذلك أن القوم كانوا يدعون أن الله أمرهم بما هم عليه فلذلك سموه ملة وما يكون لنا أن نعود فيها أي في الملة إلا أن يشاء الله أي إلا أن يكون قد سبق في علم الله ومشيئته أن نعود فيها وسع ربنا كل شيء علما قال ابن عباس يعلم ما يكون قبل أن يكون