احدها انه لما خرج سليمان عن ملكه كتبت الشياطين السحر ودفنته في مصلاه فلما توفي استخرجوه وقالوا بهذا كان يملك الملك ذكر هذا المعنى ابو صالح عن ابن عباس وهو قول مقاتل .
والثاني ان آصف كان يكتب ما يأمر به سليمان ويدفنه تحت كرسيه فلما مات سليمان استخرجته الشياطين فكتبوا بين كل سطرين سحرا وكذبا وأضافوه الى سليمان رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس .
والثالث ان الشياطين كتبت السحر بعد موت سليمان ثم اضافته اليه قاله عكرمة .
والرابع ان الشياطين ابتدعت السحر فأخذه سليمان فدفنه تحت كرسيه لئلا يتعمله الناس فلما قبض استخرجته فعلمته الناس وقالوا هذا علم سليمان قاله قتادة .
والخامس ان سليمان أخذ عهود الدواب فكانت الدابة إذا أصابت إنسانا طلب إليها بذلك العهد فتخلي عنه فزاد السحرة السجع والسحر قاله ابو مجلز .
والسادس ان الشياطين كانت في عهد سليمان تسترق السمع فتسمع من كلام الملائكة ما يكون في الارض من موت او غيث او أمر فيأتون الكهنة فيخبرونهم فتحدث الكهنة الناس فيجدونه كما قالوا حتى إذا أمنتهم الكهنة كذبوا لهم وأدخلوا فيه غيره فزادوا مع كل كلمة سبعين كلمة فاكتتب الناس ذلك الحديث في الكتب وفشا في بني اسرائيل أن الجن تعلم الغيب فبعث سليمان في الناس فجمع تلك الكتب في صندوق ثم دفنها تحت كرسيه ولم يكن أحد من الشياطين يستطيع ان يدنو من الكرسي إلا احترق وقال لا أسمع أحدا يذكر ان الشياطين يعلمون الغيب إلا ضربت عنقه فلما مات سليمان جاء شيطان الى نفر من بني اسرائيل فدلهم على تلك الكتب وقال إنما كان سليمان يضبط أمر الخلق بهذا ففشا في الناس أن سليمان كان ساحرا واتخذ