أحدها أن الهلاك والبأس يقعان معا كما تقول أعطيتني فأحسنت وليس الإحسان بعد الإعطاء ولا قبله وإنما وقعا معا قاله الفراء .
والثاني أن الكون مضمر في الآية تقديره أهلكناها وكان بأسنا قد جاءها فأضمر الكون كما أضمر في قوله واتبعوا ما تتلوا الشياطين أي ما كانت الشياطين تتلوه وقوله تعالى إن يسرق أي إن يكن سرق .
والثالث أن في الآية تقديما وتأخيرا تقديره وكم من قرية جاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون فأهلكناها كقوله تعالى إني متوفيك ورافعك إلي أي رافعك ومتوفيك ذكرهما ابن الانباري .
قوله تعالى أو هم قائلون قال الفراء فيه واو مضمرة والمعنى فجاءها بأسنا بياتا أو وهم قائلون فاستثقلوا نسقا على نسق .
فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين .
قوله تعالى فما كان دعواهم قال اللغويون الدعوى هاهنا بمعنى الدعاء والقول والمعنى ما كان قولهم وتداعيهم إذ جاءهم العذاب إلا الاعتراف بالظلم قال ابن الانباري وللدعوى في الكلام موضعان .
أحدهما الإدعاء والثاني القول والدعاء