والقول الثاني أنها ترجع إلى مضمر وقد دل عليه الإنذار وهو التكذيب ذكره ابن الانباري قال الفراء فمعنى الآية لا يضيقن صدرك إن كذبوك قال الزجاج وقوله تعالى لتنذر به مقدم والمعنى أنزل إليه لتنذر به وذكرى للمؤمنين فلا يكن في صدرك حرج منه وذكرى يصلح أن يكون في موضع رفع ونصب وخفض فأما النصب فعلى قوله أنزل إليك لتنذر به وذكرى للمؤمنين أي ولتذكر به ذكرى لان في الإنذار معنى التذكير ويجوز الرفع على أن يكون وهو ذكرى كقولك وهو ذكرى للمؤمنين فأما الخفض فعلى معنى لتنذر لأن معنى لتنذر لأن تنذر المعنى للانذار والذكرى وهو في موضع خفض .
إتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون .
قوله تعالى اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم إن قيل كيف خاطبه بالإفراد في الآية الأولى ثم جمع بقوله اتبعوا فعنه ثلاثة أجوبة .
أحدها أنه لما علم أن الخطاب له ولأمته حسن الجمع لذلك المعنى .
والثاني أن الخطاب الأول خاص له والثاني محمول على الإنذار والإنذار في طريق القول فكأنه قال لتقول لهم منذرا اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ذكرهما ابن الانباري .
والثالث أن الخطاب الثاني للمشركين ذكره جماعة من المفسرين قال والذي أنزل إليهم القرآن وقال الزجاج الذي أنزل القرآن وما أتى عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه مما أنزل عليه لقوله تعالى وما آتاكم الرسول فخذوه