والثالث ما هو عليه من الدين قاله عطاء ومعنى استقامته أنه يؤدي بسالكه إلى الفوز قال مكي بن أبي طالب ومستقيما نصب على الحال من صراط وهذه الحال يقال لها الحال المؤكدة لأن صراط الله لا يكون إلا مستقيما ولم يؤت بها لتفرق بين حالتين إذ لا يتغير صراط الله عن الاستقامة أبدا وليست هذه الحال كحال من قولك هذا زيد راكبا لأن زيدا قد يخلو من الركوب .
لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعلمون .
قوله تعالى لهم دار السلام يعني الجنة وفي تسميتها بذلك أربعة أقوال .
أحدها أن السلام هو الله وهي داره قاله ابن عباس والحسن وقتادة والسدي .
والثاني أنها دار السلامة التي لا تنقطع قاله الزجاج .
والثالث أن تحية أهلها فيها السلام ذكره أبو سليمان الدمشقي .
والرابع أن جميع حالاتها مقرونة بالسلام ففي ابتداء دخولهم ادخلوها بسلام وبعد استقرارهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم وقوله إلا قيلا سلاما سلاما وعند لقاء الله سلام قولا من رب رحيم وقوله تحيتهم يوم يلقونه سلام ومعنى عند ربهم أي مضمونة لهم عنده وهو وليهم أي متولي إيصال المنافع إليهم ودفع المضار عنهم بما كانوا يعملون من الطاعات