والثاني لدفع بني اسرائيل عنه إذ أرادوا قتله والثالث انه أيد به في جميع أحواله .
والقول الثاني انه الاسم الذي كان يحيي به الموتى رواه الضحاك عن ابن عباس .
والثالث انه الإنجيل قاله ابن زيد .
وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون .
قوله تعالى وقالوا قلوبنا غلف قرأ الجمهور باسكان اللام وقرأ قوم منهم الحسن وابن محيصن بضمها قال الزجاج قرأ غلف بتسكين اللام فمعناه ذوات غلف فكأنهم قالوا قلوبنا في أوعية ومن قرأ غلف بضم اللام فهو جمع غلاف فكأنهم قالوا قلوبنا أوعية للعلم فما بالها لا تفهم وهي اوعية للعلم فعلى الأول يقصدون إعراضه عنهم كأنهم يقولون مانفهم شيئا وعلى الثاني يقولون لو كان قولك حقا لقبلته قلوبنا .
قوله تعالى فقليلا ما يؤمنون فيه خمسة أقوال .
أحدها فقليل من يؤمن منهم قاله ابن عباس وقتادة والثاني ان المعنى قليل ما يؤمنون به قال معمر يؤمنون بقيل مما في أيديهم ويكفرون بأكثره والثالث أن المعنى فما يؤمنون قليلا ولا كثيرا ذكره ابن الانباري وقال هذا على لغة قوم من العرب يقولون قلما رأيت مثل هذا الرجل وهم يريدون ما رأيت مثله والرابع فيؤمنون قليلا من الزمان كقوله تعالى آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار ذكره ابن الانباري ايضا والخامس أن المعنى فايمانهم قليل ذكره ابن جرير الطبري وحكى في ما قولين أحدهما انها زائدة والثاني ان ما تجمع جميع الأشياء ثم تخص بعض ما عمته بما يذكر بعدها .
ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباؤوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين