وفي المراد بهذه الكلمات ثلاثة أقوال .
أحدها أنها القرآن قاله قتادة والثاني أقضيته وعداته والثالث وعده ووعيده وثوابه وعقابه وفي قوله صدقا وعدلا قولان .
أحدهما صدقا فيما أخبر وعدلا فيما قضى وقدر والثاني صدقا فيما وعد وأوعد وعدلا فيما أمر ونهى وفي قوله لا مبدل لكلماته قولان أحدهما لا يقدر المفترون على الزيادة فيها والنقصان منها .
والثاني لا خلف لمواعيده ولا مغير لحكمه .
وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون .
قوله تعالى وإن تطع أكثر من في الأرض سبب نزولها أن الكفار قالوا للمسلمين أتأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتل ربكم فنزلت هذه الآية ذكره الفراء والمراد ب أكثر من في الأرض الكفار وفي ماذا يطيعهم فيه أربعة أقوال .
أحدها في أكل الميتة والثاني في أكل ما ذبحوا للأصنام والثالث في عبادة الأوثان والرابع في اتباع ملل الآباء وسبيل الله دينه قال ابن قتيبة ومعنى يخرصون يحدسون ويوقعون ومنه قيل للحازر خارص فان قيل كيف يجوز تعذيب من هو على ظن من شركه وليس على يقين من كفره فالجواب انهم لما تركوا التماس الحجة واتبعوا أهواءهم واقتصروا على الظن والجهل عذبوا ذكره الزجاج