فأما العالمين فجمع عالم وهو عند أهل العربية اسم للخلق من مبدئهم الى منتهاهم وقد سموا أهل الزمان الحاضر عالما .
فقال الحطيئة ... تنحي فاجلسي مني بعيدا ... أراح الله منك العالمينا ... .
فأما أهل النظر فالعلم عندهم اسم يقع على الكون الكلي المحدث من فلك وسماء وأرض وما بين ذلك .
وفي اشتقاق العالم قولان أحدهما أنه من العلم وهو يقوي قول أهل اللغة .
والثاني أنه من العلامة وهو يقوي قول أهل النظر فكأنه إنما سمي عندهم بذلك لانه دال على خالقه .
وللمفسرين في المراد ب العالمين هاهنا خمسة أقوال .
أحدهما الخلق كله السموات والارضون وما فيهن وما بينهن رواه الضحاك عن ابن عباس .
الثاني كل ذي روح دب على وجه الأرض رواه أبو صالح عن ابن عباس .
والثالث أنهم الجن والإنس روي ايضا عن ابن عباس وبه قال مجاهد ومقاتل .
والرابع أنهم الجن والإنس والملائكة نقل عن ابن عباس أيضا واختاره ابن قتبية .
والخامس أنهم الملائكة وهو مروي عن ابن عباس أيضا .
قوله تعالى الرحمن الرحيم .
قرأ أبو العاليه وابن السميفع وعيسى بن عمر بالنصب فيهما وقرأ أبو رزين العقيلي والربيع بن خيثم وأبوا عمران الجوني بالرفع فيهما