قوله تعالى وجاعل الليل سكنا قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر جاعل بألف وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وجعل بغير ألف الليل نصبا قال أبو علي من قرأ جاعل فلأجل فالق وهم يراعون المشاكلة ومن قرأ جعل فلأن فاعلا هاهنا بمعنى فعل بدليل قوله والشمس والقمر حسبانا فأما السكن فهو ما سكنت إليه والمعنى أن الناس يسكنون فيه سكون راحة وفي الحسبان قولان .
أحدهما أنه الحساب قاله الجمهور قال ابن قتيبة يقال خذ من كل شيء بحسبانه أي بحسابه وفي المراد بهذا الحساب ثلاثة أقوال أحدها أنهما يجريان إلى أجل جعل لهما رواه العوفي عن ابن عباس والثاني يجريان في منازلهما بحساب ويرجعان إلى زيادة ونقصان قاله السدي والثالث أن جريانهما سبب لمعرفة حساب الشهور والأعوام قاله مقاتل .
والقول الثاني أن معنى الحسبان الضياء قاله قتادة قال الماوردي كأنه أخذه من قوله تعالى ويرسل عليها حسبانا من السماء أي نارا قال ابن جرير وليس هذا من ذاك في شيء .
وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون .
قوله تعالى وهو الذي جعل لكم النجوم جعل بمعنى خلق وإنما امتن عليهم بالنجوم لأن سالكي القفاء وراكبي البحار إنما يهتدون في الليل لمقاصدهم بها .
وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون