أحدها أن أولها إلى قوله ولم يوح إليه شيء نزل في مسيلمة الكذاب .
وقوله تعالى ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله نزل في عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان قد تكلم بالإسلام وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأحايين فاذا أملي عليه عزيز حكيم كتب غفور رحيم فيقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم هذا وذاك سواء فلما نزلت ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين أملاها عليه فلما انتهى إلى قوله خلقا آخر عجب عبد الله بن سعد فقال تبارك الله أحسن الخالقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا أنزلت علي فاكتبها فشك حينئذ وقال لئن كان محمد صادقا لقد أوحي إلي كما أوحي إليه ولئن كان كاذبا لقد قلت كما قال رواه أبو صالح عن ابن عباس قال عكرمة ثم رجع إلى الإسلام قبل فتح مكة .
والقول الثاني أن جميع الآية في عبد الله بن سعد قاله السدي .
والثالث أنها نزلت في مسيلمة والأسود العنسي قاله قتادة فان قيل كيف أفرد قوله أو قال أوحي إلي من قوله ومن أظلم ممن افترى وذاك مفتر أيضا فعنه جوابان .
أحدهما أن الوصفين لرجل واحد وصف بأمر بعد أمر ليدل على جرأته .
والثاني أنه خص بقوله أو قال أوحي إلي بعد أن عم بقوله افترى على الله لأنه ليس كل مفتر على الله يدعي أنه يوحي إليه ذكرهما ابن الأنباري .
قوله تعالى سأنزل مثل ما أنزل الله أي سأقول قال ابن عباس يعنون الشعر وهم المستهزؤون وقيل هو قول عبد الله بن سعد بن أبي سرح قال الزجاج وهذا جواب لقولهم لو نشاء لقلنا مثل هذا