استمال للرؤساء إلى الإسلام فلما نزلت ولا تطرد الذين يدعون ربهم جاء عمر يعتذر من مقالته ويستغفر منها فنزلت فيه هذه الآية قاله ابن السائب .
والخامس أنها نزلت مبشرة باسلام عمر بن الخطاب فلما جاء وأسلم تلاها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حكاه أبو سليمان الدمشقي .
فأما قوله تعالى يؤمنون بآياتنا فمعناه يصدقون بحججنا وبراهيننا .
قوله تعالى فقل سلام عليكم فيه قولان .
أحدهما أنه أمر بالسلام عليهم تشريفا لهم وقد ذكرناه عن الحسن وعكرمة .
والثاني أنه أمر بابلاغ السلام إليهم عن الله تعالى قاله ابن زيد قال الزجاج ومعنى السلام دعاء للانسان بأن يسلم من الآفات وفي السوء قولان .
أحدهما أنه الشرك والثاني المعاصي .
وقد ذكرنا في سورة النساء معنى الجهالة قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي أنه من عمل منكم سوءا فانه غفور بكسر الألف فيهما وقرأ عاصم وابن عامر بفتح الألف فيهما وقرأ نافع بنصب ألف أنه وكسر ألف فانه غفور قال أبو علي من كسر ألف إنه جعله تفسيرا للرحمة ومن كسر ألف فانه غفور فلأن ما بعد الفا حكمة الابتداء ومن فتح ألف انه من عمل جعل أن بدلا من الرحمة والمعنى كتب ربكم أنه من عمل ومن فتحها بعد الفاء أضمر خبرا تقديره فله أنه غفور رحيم والمعنى فله غفرانه وكذلك قوله تعالى فإن له نار جهنم معناه فله أن له نار جهنم وأما قراءة نافع فانه أبدل من الرحمة واستأنف ما بعد الفاء