قوله تعالى وقالوا لولا أنزل عليه ملك قال مقاتل نزلت في النضر ابن الحارث وعبد الله بن أبي أمية ونوفل بن خويلد ولولا بمعنى هلا أنزل عليه ملك نصدقه ولو أنزلنا ملكا فعاينوه ولم يؤمنوا لقضي الأمر وفيه ثلاثة اقوال .
أحدها أن المعنى لماتوا ولم يؤخروا طرفة عين لتوبة قاله ابن عباس .
والثاني لقامت الساعة قاله عكرمة ومجاهد .
والثالث لعجل لهم العذاب قاله قتادة .
ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون .
قوله تعالى ولو جعلناه أي ولو جعلنا الرسول إليهم ملكا لجعلناه في صورة رجل لأنهم لا يستطيعون رؤية الملك على صورته وللبسنا عليهم أي لشبهنا عليهم يقال ألبست الأمر على القوم ألبسه أي شبهته عليهم وأشكلته والمعنى لخلطنا عليهم ما يخلطون على أنفسهم حتى يشكوا فلا يدرون أملك هو أم آدمي فأضللناهم بما به ضلوا قبل أن يبعث الملك وقال الزجاج كانوا يلبسون على ضعفتهم في أمر النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون إنما هذا بشر مثلكم فقال تعالى لو رأوا الملك رجلا لكان يلحقهم فيه من اللبس مثل ما لحق ضعفتهم منه وقرأ الزهري ومعاذ القارئ وأبو رجاء وللبسنا بالتشديد عليهم ما يلبسون مشددة أيضا .
ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤن قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين