قلت لا شك أن من قال لا إله إلا الله ولم يتبين من أفعاله ما يخالف معنى التوحيد فهو مسلم محقون الدم والمال إذا جاء بأركان الإسلام المذكورة في حديث أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويحجوا البيت ويصوموا رمضان وهكذا من قال لا إله إلا الله متشهدا بها شهادة الإسلام ولم يكن قد مضى عليه من الوقت ما يجب فيه شيء من أركان الإسلام فالواجب حمله على الإسلام عملا بما أقربه لسانه وأخبر به من أراد قتاله ولهذا قال A لأسامة بن زيد ما قال وأما من تكلم بكلمة التوحيد وفعل أفعالا تخالف التوحيد كاعتقاد هؤلاء المعتقدين في الأموات فلا ريب أنه قد تبين من حالهم خلاف ما حكته ألسنتهم من إقرارهم بالتوحيد .
ولو كان مجرد التكلم بكلمة التوحيد موجبا للدخول في الإسلام والخروج من الكفر سواء فعل المتكلم بها ما يطابق التوحيد أو يخالفه لكانت نافعة لليهود مع أنهم يقولون عزير ابن الله وللنصارى مع أنهم يقولون المسيح ابن الله وللمنافقين مع أنهم يكذبون بالدين ويقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم وجميع هذه الطوائف الثلاث يتكلمون بكلمة التوحيد بل لم تنفع الخوارج فانهم من أكمل الناس توحيدا وأكثرهم عبادة وهم كلاب النار وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم